بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده.
عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَفْتَخِرُوا بِدِينِهِمْ حَيْثُ أَمَرَنَا اَلْلَّهُ، وَلَاكِنْ كَيْفَ نَفْتَخِرُ بِدِينٍ لَا نَتَعَلَّمُهُ بِحَقِّهِ وَلَا نُرِيدُ التَّفَقُّهَ فِيهِ، وَلَاكِنَّ اَلنَاسَ يَقُولُونَ كَفَى أَنْ يَطْلُبَ اَلْعِلْمَ نَفَرٌ مِنَّا لِيَكُونُوا عُلَمَاءَ وَأَسَاتِذَةَ. سُؤَالِي لِهَٰؤُلَاءِ هَلْ تَأْتُونَ إِلَى هَٰؤُلَاءِ اَلْعُلَمَاءِ وَاَلْأَسَاتِذَة وَتَعَلَّمُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ؟ فَإِنْ قُلْتُمْ نَعَمْ فَخَيْرٌ وَإِلَّا فَلَا عُذْرَةَ لَهُمْ. وَاَلْحَقِيقَةُ إِذَا أَحْبَبْنَا شَيْئًا بِشِدَّةٍ نَبْتَدِرُ إِلَيْهِ. فَكَأَنَّ بَعْضُنَا مَا فَهِمو مُهِمَّةَ تَعْلِيمِ اَلدِينِ.
قَبْلَ أَنْ أَتَكَلَّمَ فِي مُهِمَّةِ تَعْلِيمِ الدِينِ، مَاذَا أَعْنِي تَعْلِيمَ الدِينِ؟ هُوَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَفَهْمُهُ وَلَوْ بَعْضَ آيَاتِهِ مِنْ أُمُورِ التَوْحِيدِ وَالْقَصَصِ وَأَشْبَاهِهِمْ وَيَتْرُكُ الْمُحْكَمَاتِ لِأَهْلِ الْعِلْمِ وَكَذَالِكَ الْأَحَادِيثَ وَلَوْ شَيْئًا يَسِيرًا فِي أُمُورٍ مُخْتَلِفَةٍ وَسِيرَةَ النَبِيِّ وَكَيْفِيَّةَ الْعِبَادَاتِ الَتِي لَا بُدَّ بِهَا وَالْلَغَةَ الْعَرَبِيَّةِ كَقَوَاعِدِهَا وَنَحْوِهَا وَصَرْفِهَا وَلَوْ شَيْئًا يَسِيرًا وَشَيْئًا مِنْ تَارِيخِ الْإِسْلَامِ.
مِنْ ثَمَّ يَتْرُكُ الْبَاقِينَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ فَتْوَى وَذَالِكَ بَابٌ عَظِيمٌ حَيْثُ يفْتُونَ النَاسَ لِكُلِّ شَيْءٍ اِحْتَاجُوا إِلَيْهِ. وَهُمْ أََعْلَمُ النَاسِ فِي أُمُورِ الإِسْلَامِ وَثَقَافَتِهِ كَمَا أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ أَحْوَالَ النَاسِ أَوْ قَوْمَهُمْ وَمُجْتَمِعَاتِهِمْ.
اَلْإِسْلَامُ دِينُ حِقٍّ اَلَّذِي لَا يَقْبَلُ اللّهُ إِلَّا بِهِ، دِينُ أَبِينَا آدَمَ وَنُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وسلامٌ على الأنبياء أجمعين. فَإِذَا فَهِمْتَ الإِسْلَامَ وَفَقُهْتَ فِيهِ، يَزِيدُ إِيمَانُكَ وَيُبْعِدُكَ مِنَ النِفَاقِ، وهَذَا هُوَ اَلْأَغْلَبُ وَلِأَنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ. وَالله أعلمُ.
اَلْإِيمَانُ حُلْوٌ كَمَا أَشَارَ النَّبِيُّ إِلَى ذَالِكَ، فَمَنْ أَدْرَكَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ هُوَ الّذِي يَفْرَحُ بِهِ وَيَشْكُرُ اللهَ عَلَى ذَالِكَ وَيَنْصُرُهُ وَيُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ وَيُبْغِضُ أَنْ يَكْونَ كَافِرًا وَيَدْعُ نَفْسَهُ مُسْلِمًا.
وَاَلْمُؤْمِنُونَ هُمُ الَذِينَ حَمِدَهُمُ اللَّهُ وَذَمَّ الْمُنَافِقِينَ. اَلنِفَاقُ الَذِي يَنْبَغِي لِكُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَتَّقِيهِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ الصَحَابَةُ رضي الله عنهم والتَابِعُونَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ. نسأل اللهَ سبحانَه وتعالىٰ أَنْ يُزَيِّنَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِنَا حَتَّى نُدْرِكَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ وَنَعُوذُبِكَ مِنَ النِفَاقِ.
والسلام.
أبوعبدِالله جَغتى
١٧ شوّال ١٤٤٣
١٨ مايو ٢٠٢٢