بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده.



كَثِيرٌ مِنَ اَلْحُفَّاظِ يَرَوْنَ كَيْفِيَّةَ حِفْظِ الْقُرْآنِ بِشَيْءٍ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَفْعَلَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِلَى مَدْرَسَةِ تَحْفِيظِ الْقُرْآنِ بِسَنَوَاتٍ وَتََنْسَىٰ مَدْرَسَةَ أَهْلِ الْغَرْبِ الَّذِي يُعِينُكَ فِي حَيَاتِكَ الْمُسْتَقْبَلِ وَتَحْصُلُ الْعَمَلَ اَلَّذِي يَأْتِيكَ مَالاً كَثِيرًا. وَكَأَنَّ بَعْضَ اَلْحُفَّاظِ غَيْرُ فَرِحِينَ فِي كَوْنِهِمْ مَكَثُوا فِي تَحْفِيظِ الْقُرْآنِ بِسَنَوَاتٍ وَأَنَّهُمْ فَقَدُوا كَثِيرًا فِي عَرَضِ هَذَا اَلدُنْيَا وَيَزْعُمُونَ أَنَّ اَلْأَفْضَلَ أَنْ تَذْهَبَ إِلَىٰ مَدْرَسَةِ أَهْلِ الْغَرْبِ وَتَحْفَظَ الْقُرْآنَ فِي وَقْتِ الْفَرَاغِ. وَسَأُعَلِّقُ فِي هَذَا الْبَابِ مَا تَعَلَّمْتُ مَدَى الْأَيَّامِ فِي حِفْظِ الْقُرْآنِ.

اَلَّذِي أُرِيدُ أَنْ أَشُدََّ فِيهِ، هُوَ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِهَٰؤُلَاءِ الْمَدَارِسِ أَنْ يَحْفَظُوا الْقُرْآنَ مَعَ تَعْلِيمِ ثَقَافَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَالْعَرَبِيَّةِ كَالْفِقْهِ وَالسِيرَةِ وَالْلُغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ. بَدَلًا مِنْ أَنْ يَكُونَ حِفْظ الْقُرْآنِ فَقَطْ، لِأَنَّهُ إِذَا صَعَبُوا عَلَيْهِمْ حِفْظُ الْقُرْآنِ، لَهُ عِلْمُهُ فِي أَبْوَابٍ أُخْرَىٰ وَلِأَنَّ كَثِيرًا مِنَ اَلنَاسِ يَمْكُثُونَ هُنَاكَ سَنَوَاتٍ ثُمَّ يَتَخَرَّجُ وَلَا يَعْرِفُ مَاذَا يَقْرَأُ مَعْنًى وَلَا يَعْرِفُ حُلْوَ طَلَبَةِ اِلْعِلْمِ، فَلَا غَرَابَةَ إِذَا خَرَجَ مِنَ اَلتَحْفِيظِ ثُمَّ لَا يُرِيدُ أَنْ يُوَاصِلَ تَعْلِيمَ اَلْإِسْلَامِيَّةِ.

أَيْضًا أُوصِي بِأَنْ لَا يَضْرِبُوا الطُلَّابَ بِضَرْبٍ شَدِيدٍ، وَلَا كِنْ اَلْيُسْرُ خَيْرٌ، وَلِيَتَعَلَّمُوا مَنْهَجٌ حَسَنٌ فِي التَعْلِيمِ، وَإِلَّا سَيَفِرُّونَ وَيَأْخُذُهُمْ أَهْلُ الْغَرْبِ وَالْكُفْرِ وَطُلَّابُهُمْ فِي مَدَارِسِهِمْ وَإِنْ كَانُوا فِي بَلَدٍ مُسْلمٍ.

وَهَذَانِ النُقْطَتَانِ مُهِمَّتانِ جِدًّا مِمَّا رَأَيْتُ مِنْ حَالِ نَفْسِي وَاَلْإِخْوَانِ الَّذِينَ سَلَكُوا هَذَا الطَرِيقَ. إِنْ شَاءَ اللّٰٰهُ فِي الْمَقَالَةِ التَالِيَةِ، سَأُوَاصِلُ فِي فَضَائِلِ تَحْفِيظِ الْقُرْآنِ.


والسلام.




أبوعبدِالله جَغتى

٢ ذوالقعدة ١٤٤٣

١ يونيو ٢٠٢٢