بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده.
مِنْ أُمُورِ الْإِسْلَامِ اَلْذِي غَفَلَ عَنْهُ النَاسُ، هُوَ الْإِحْسَانُ إِلَى الْجِوَارِ. تَذَكَّرْ أَنَّ الْجِوَارَ لَيْسَ مَنْ يَلِي بَيْتُهُ بَيْتَكَ فَقَطْ وَلَاكِنْ كُلُّ مَنْ قَرُبَ إِلَيْكَ فِي سَفَرٍ أَوْ حَضَرٍ، فِي كُلِّ وَقْتٍ وَمَكَانٍ، فَتْرَةٌ طَوِيلَةٌ أَوْ قَصِيرَةٌ.
أَمَرَنَا اللّٰهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْجِوَارِ مَهْمَا كَانَ دِينُهُ، خُصُوصًا إلى الْأَقْرِبَاءِ وَالْمُسْلِمِينَ. وَحَذَّرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلعم مِرَارًا وَتِكْرَارًا بِأَنْ لَانَضُرّهُمْ.
فَإِذًا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَلْقِيَ الْأَذَى عَلَى طَرِيقِهِمْ، وَلَا نَرْفَعُ مُكَبِّرَاتِ الصَوْتِ عَالِيًا، وَلَا نَصُدُّ أَبْوَابَهِمْ، سَوَاءٌ كَانَ ذَالِكَ بِأَنْفُسِهِمْ أَوْ مَتَاعِهِمْ، ولا نفعل أَيّ شَيْءٍ يُؤْذِيهِمْ كَمَا يُؤْذِينَا إِذَا فَعَلُوهُ.
إِذَا تَعَلَّمْنَا سِيَرَ رَسُولِ اللّهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَابِعِينَ، نَجِدْ أَمْثَالًا كَثِيرًا بِحُسْنِهِمْ إِلَى جِوَارِهِمْ حَتَّى إِنَّ اَلْكَافِرِينَ يَأْتُونَ اَلْإِسْلَامَ مُسْلِمِينَ بِسَبَبِ ذَالِكَ. اَلْلَهُمَّ اِجْعَلْنَا مِنَ اَلذِينَ يَسْتَمِعُونَ اَلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ. آمين.
والسلام.
أبوعبدِالله جَغتى
٢٤ شوّال ١٤٤٣
٢٥ مايو ٢٠٢٢